فصل: الشاهد الحادي والثلاثون بعد المائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.إجلاء القارغلية من وراء النهر.

لما ملك ما وراء النهر سمرقند وبخارى جقري خان بن حسين تكين من بيت الخانية وأمره سنة تسع وخمسين وخمسمائة بإجلاء الترك القارغلية من أعمال بخارى وسمرقند إلى كاشغر والزامهم الفلاحة ومجانبة حمل السلاح فامتنعوا من ذلك وألح عليهم جقري خان فامتنعوا واجتمعوا لحربه وسار إلى بخارى فبعث إليهم بالوعظ في ذلك والوعد الجميل بخلال ما جمع بقراخان وكبسهم على بخارى فانهزموا وأثخن فيهم وقطع دابرهم وأجلاهم عن نواحي سمرقند وصلحت تلك النواحي والله أعلم.

.الخبر عن دولة الغورية القائمين بالدولة العباسية بعد بني سبكتكين وما كان لهم من السلطان والدولة وابتداء أمرهم ومصاير أحوالهم.

كان بنو الحسين أيام سبكتكين ملوكا على بلاد الغور لبني سبكتكين وكانت لهم شدة وشوكة وكان منهم لآخر دولة بني سبكتكين أربعة أمراء قد اشتهروا واستفحل ملكهم: وهم محمد وشوري والحسين شاه وسام بنو الحسين ولا أدري إلى من ينسب الحسين وأظنهم إلى بهرام شاه آخر ملوك بني سبكتكين والتحم به فعظم شأنه ثم كانت الفتنة بين بهرام وأخيه أرسلان فمال محمد إلى أرسلان وارتاب به بهرام لذلك ثم انقضى أمر أرسلان وسار محمد بن الحسين في جموعه إلى غزنة سنة ثلاث وأربعين وخمسماية موريا بالزيارة وهو يريد الغدر به وشعر بذلك بهرام فحبسه ثم قتله واستوحش الغورية لذلك.

.مقتل محمد بن الحسين الغوري وولاية أخيه الحسين شاه ثم أخيه شوري.

ولما قتل محمد ولي من بعده أخوه شاه بن الحسين ثم كانت الوقعة وملك بعده أخوه شوري بن الحسين وأجمع الأخذ بثأر أخيه من بهرام شاه فجمع له وسار إلى غزنة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة فملكها وفارقها بهرام شاه إلى بلاد الهند فجمع عسكره التي هناك ورجع إلى غزنة وعلى مقدمته السلار بن الحسين وأمير هندوخان إبراهيم العلوي وسار شوري للقائه فانفض عنه عسكر غزنة إلى بهرام شاه فانهزم وأسره بهرام ودخل غزنة في محرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة وصلب شوري على باب غزنة واستقر في ملكه.

.مقتل شوري بن الحسين وولاية أخيه علاء الدين ابن الحسين واستيلاؤه على غزنة وانتزاعها منه.

لما هلك شوري بن الحسين ملك الغورمن بعده أخوه الحسين ويلقب علاء الدولة واستولى على جبال الغور ومدينة بيروزكوه المجاورة لأعمال غزنة من بلاد الهند وهي تقارب في اتساعها بلاد خراسان فاستفحل ملكه وطمع في ملك خراسان وسار إلى هراة باستدعاء أهلها فحاصرها ثلاثا ثم ملكها بالأمان وخطب فيها للسلطان سنجر وسار إلى بلخ وبها الأمير قماج من قبل السلطان سنجر فغدر به أصحابه فملك علاء الدولة بلخ وسار إلى السلطان سنجر وقاتله وظفر به فأسره ثم خلع عليه ورده إلى بيروزكوه ثم سار علاء الدين يريد غزنة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ففارقها صاحبها بهرام شاه وملكها علاء الدولة وأحسن السيرة واستخلف عليهم أخاه سيف الدولة وعاد إلى بلاد الغور فلما جاء فصل الشتاء سد الثلج المسالك كتب أهل غزنة إلى بهرام شاه واستدعوه فلما وصل وثبوا بسيف الدولة وصلبوه وبايعوا لبهرام شاه وملكوه عليهم كما كان.

.انتقاض شهاب الدين وغياث الدين على عمهما علاء الدولة.

لما استفحل أمر علاء الدولة واستفحل ملكه استعمل على البلاد العمال وكان فيمن ولاه بلاد الغور ابنا أخيه سالم بن الحسين وهما غياث الدين وشهاب الدين فأحسنا السيرة في عملهما ومال إليهما الناس وكثرت السعاية فيهما عند عمهما بأنهما يريدان الوثوب فبعث عنهما فامتنعا فجهز إليهما العساكر فهزماها وأظهرا عصيانه وقطعا خطبته فسار إليهما فقاتلاه قتالا شديدا حتى انهزم فاستأمن إليهما فأجلساه على التخت وقاما بخدمته وزوج بنته غياث الدين منهما وبقي مستبدا على عمه علاء الدولة ثم عهد إليه بالأمر من بعده ومات.

.وفاة علاء الدولة وولاية غياث الدين ابن أخيه من بعده وتغلب الغز على غزنة.

ثم توفي علاء الدولة ملك الغورية سنة ست وخمسين وقام بالأمر من بعده ببيروزكوه غياث الدين أبو الفتح ابن أخيه سالم وطمع الغز بموته في ملك غزنة فملكوها من يده وبقي غياث الدين في كرسيه ببيروزكوه وأعمالها وابنه سيف الدين محمد في بلاد الغور ثم أساء السيرة الغز في غزنة بعد مقامهم فيها خمس عشرة سنة واستفحل أمر غياث الدين فسار إلى غزنة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة في عساكر الغورية والخلخ والخراسانية ولقي الغز فهزمهم وملك غزنة من أيديهم وسار إلى كرمان وشنوران فملكهما وكرمان هذه بين غزنة والهند ليست كرمان المعروفة ثم سار غياث الدين إلى لهاور ليملكها من يد خسرو شاه بن بهرام فبادر خسرو شاه إلى نهر المد ومنعه العبور منه فرجع وملك ما يليه من جبال الهند وأعماله الأثغار وولى غزنة أخاه شهاب الدين ورجع إلى بيروزكوه.